اللياقة في كرة القدم

بسم الله الرحمن الرحيم 

لا يوجد مدرب محترف حقيقي في العالم ! يرضى بأي لاعب لا يمتلك اللياقة , مهما كان ادائه أو استيعابه للتعليمات أو مهارته في اللعب !

لماذا ؟


اخي .. حين ينظر المدرب للاعبي فريقه و يعلم خصائص كل لاعب و مستواه و مدى التجانس بينهم .. فإنه يضع الخطه الانسب لجميع الظروف .. في حال طرد لاعب , اصابة لاعب , سيطرة الخصم على الكرة , تراجع في النتيجة .. و غيرها


أمر واحد فقط , لا يستطيع اي مدرب أن يطبق أي خطة على ارض الملعب بشكل صحيح .. وهو وجود خلل لياقي في الفريق .. لان هذا يعني عدم إستمرار الطريقة على مدى ال90 دقيقة .. مما يعني زيادة الاخطاء .. مما يعني انتقال الافضلية للخصم في حال كانت لياقته أعلى !



غوارديولا مع برشلونة .. يملك تشافي و انيستا و ميسي و غيرهم من الاعبين في السابق .. لاعبين مميزين , لكن لا يستطيعون تقديم الاداء المذهل حتى الدقيقة ال90 .. ليس مقارنتا بالاتحاد .. لكن انخفاض الجهد لدى الاعبين حتى ذوي اللياقة الجيدة أمر حتمي !


غوارديولا ابتكر اسلوب التيكي تاكا .. الذي يعتمد على عدة امور :

1- تمريرات قصيرة مكثفة بين الاعبين
2- الركض غالبا يكون في الثلث الاخير من الملعب " ما قبل و في منطقة جزاء الخصم "
3- التحرك بدون كرة
4- السيطرة على الكرة


كل هذه النقاط تعتمد أو لها صله وثيقة بالياقة و استمرار اداء الاعب طوال ال90 دقيقة ! 

فالتمريرات المكثفة .. تنهك الخصم كثيرا .. من الناحية الذهنية و البدنية .. فالخصم يفكر و يحلل طريقة انتقال الكره من لاعب لأخر و يحاول ان يتوقع الى من ستمرر الكرة و في نفس الوقت يركض من لاعب لأخر في سبيل اللحاق بها ! لهذا نجد استسلام كبير من الفرق المنافسه الصغيرة بعد أول عشرين دقيقة , لما تشكله طريقة اللعب من ضغط نفسي و بدني على الاعبين !

الركض .. لا يكون على مدى الملعب , فالتمريرات القصيرة " في و " خلف نصف الملعب .. تختصر على الاظهرة الانطلاقات الكثيرة .. بل أنها تصل بشكل اسرع ! .. و ايضا للحفاظ على اداء الثلاثي الهجومي .. فلا نجد ميسي يركض من نصف الملعب أو بيدرو أو فيا ! .. انما يبدء الركض على حدود ال18 الخاصة بالخصم .. كما هي عادة ميسي .

التحرك بدون كرة .. وهو ما كان يفعله فابريجاس او ميسي و ايضا بيدرو حينما كان بيب يقدم فكرة المهاجم الوهمي .. ففي السابق كان الجناح يقوم بحركات مهاريه من اجل تحرير مساحة لرأس الحربة و من ثم يمرر حتى تصل له .. لكن بيب كان لا يلعب برأس حربه معين حتى لا يتوقع مدافعي الخصم الاعب المرر له .. لذا للحفاظ على لياقة الجناح لا يستنزف طاقته في المهارة لجذب الدفاع , إنما ينتظر انطلاقة الاعب للمكان المناسب داخل الصندوق !

و اخيرا السيطرة على الكرة .. و اهميتها الكبرى , تكمن في عدم المعاناة في مطاردة الخصم الحامل للكرة مما يستنزف جزء ذهني و بدني كبير .. انما يفرض هذا الامر على الخصم و يستنزف لياقته !



جميع ما سبق ادى الى مشاهدة فريق تاريخي يضرب بالاربعة و الخمسة و الستة من صغار الاندية لكبارها ..


و ما سبق كان مثالا بسيط عن أهمية اللياقة ,  و وجودها سيفتح لأي مدرب خيارات اكبر لوضع خطط و اسليب لعب جديدة ...


لذا فاللياقة اهم اساس لنجاح أي خطة .. 

هيثم بادغيش